٩ فبراير ٢٠١١

إدانة التمييز لدميثير وما يترتب عليها من آثار قانونية

قضت محكمة التمييز بعدم قبول الطعن المقدم من قبل كل من خلف دميثير ومحمود حيدر, وقامت بتأييد حكم محكمة الاستئناف الذي أدانت فيه المتهمين السالف ذكرهما بجريمة تزوير اكتتاب بنك بوبيان وإلزامهم بكفالة مالية قدرها 5 آلاف دينار كويتي, والتزامهم بحسن السير والسلوك لمدة عامين، كما أمرت بمصادرة المضبوطات والمحررات المزورة وعدم جواز استئناف المدعي بالحق المدني.

للمزيد من التفاصيل، أنظر إلى الرابط أدناه:


وعند سؤالنا الدكتور فيصل الفهد أستاذ القانون في جامعة الكويت عن الآثار القانونية المترتبة على هذا الحكم بالنسبة للنائب خلف دميثير, أجابنا قائلاً "الجرائم المخلة بالشرف أو الأمانة هي الأفعال التي ترجع إلى ضعف في الخلق، وانحراف في الطبع, تفقد مرتكبها الثقة والاعتبار.
وتعتبر جريمة التزوير من الجرائم المخلة بالشرف والأمانة, وان احد شروط الترشح لعضوية مجلس الأمة هو عدم الحكم بعقوبة جناية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، ويستوي في ذلك أن تكون الجريمة جنحة أو جناية.
أما عدم النطق بالعقاب، هو في حقيقته إدانة ولكن يمتنع القاضي عن النطق بالعقوبة لظروف يقدرها، وقد تواترت أحكام التمييز على أن عدم النطق بعقوبة أصلية لا يحول دون إيقاع العقوبة التكميلية كالعزل من الوظيفة، وعليه يفقد عضو مجلس الأمة العضوية إذا فقد احد الشروط المطلوبة في العضو، ويعلن سقوط العضوية بقرار من المجلس. فتمثيل الأمة شرف لا يستحقه من أدين في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة حتى ولو كانت جنحة.
وعلى أعضاء مجلس الأمة القيام بمسؤولياتهم التاريخية, وكفاكم مجاملات على حساب الدستور والقانون. فالمجاملات هي التي أوجدت لدينا نائب وعضو مجلس إدارة بنك ورئيس للّجنة المالية ويناقش إسقاط القروض وتمويل شركات التنمية في تعارض صارخ للمصالح."

٢ فبراير ٢٠١١

وثائق تكشف اسرار وخفايا حول الوضع المصري الراهن

          كشفت وثائق جديدة نشرتها ويكيليكس أن الولايات المتحدة قامت وبهدوء باستعمال وصقل عمر سليمان "كبير الجواسيس الأمريكان في مصر" ليكون المرشح الأول لتولي الرئاسة  في مصر في حال حدوث أي شي للرئيس حسني مبارك .
          وفي يوم السبت الماضي, تم التأكد من صحة ما ورد في الوثائق المسربة عندما قام الرئيس مبارك بتعيين عمر سليمان بمنصب نائب الرئيس, مما يجعله الرجل الأول في السلطة فيما إذا حدث أي شي للرئيس مبارك.
          عمر سليمان, مدير الاستخبارات المصرية الذي تدرب في الكلية الحربية الخاصة الأمريكية في فورت براق (Fort Bragg), أصبح في عام 1993 رئيس وكالة التجسس مما جعله على اتصال دائم مع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA). مؤخراً, شغل وظيفة أكثر شعبيه وهي رئاسته للوفد المصري المفاوض مع إسرائيل للتباحث حول عملة السلام مع حماس وفتح (الفصائل الفلسطينية المتناحرة).
          لعدة سنين اعتقد معظم المحللين السياسيين أن وريث الحكم في مصر سيكون جمال مبارك, ابن الرئيس الأصغر. ولكن السفارة الأمريكية في القاهرة قد توصلت إلى استنتاج مختلف لأكثر من خمسة سنوات مضت. ففي يوم 15/6/2005 كتبت السفارة الأمريكية مذكرة (05CAIRO4534) موجهه إلى تيموثي باوندز, مدير الشؤون السورية, اللبنانية, المصرية, والشمال الأفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي, وقُيِّدَ في المذكرة ما يلي "توصلنا إلى أن الجنرال عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية هو المرشح الأقوى لتولي منصب نائب الرئيس".
          ثم بعد ما يقارب السنة, كتبت السفارة الأمريكية مذكرة دبلوماسية أخرى (06CAIRO2933) بتاريخ 14/5/2006 أوضحت أن حكومة الولايات المتحدة كانت تعمل بعناية وسريه مع عمر سليمان حول أهم القضايا الإقليمية, كمعرفة أفضل وسيلة لتهميش حماس في فلسطين. وهذا اقتباس من المذكرة "تعاوننا الاستخباراتي مع عمر سليمان - والمتوقع زيارته لواشنطن الأسبوع القادم - من أهم عناصر النجاح في علاقتنا به".
          وكذلك فإن المذكرة الدبلوماسية التي قام السفير الأمريكي فرانسيس ريتشاردون بكتابتها لإرشاد نائب وزير الخارجية الأمريكية السابق روبرت زوليك الذي كان في زيارة للقاهرة آنذاك, والتي جاء فيها "لقد اخبرننا عمر سليمان انه من دواعي سروره مقابلتك (أي زوليك نائب وزير الخارجية الأمريكية) إذا كان جدول مواعيدك يسمح بذلك, وأضاف أنه سيعمل مع وفد البرلمان الإسرائيلي في شرم الشيخ " .
          وفي وثيقة دبلوماسية أخرى, ذُُكِرَ أن عمر سليمان أبلغ السفير الأمريكي "مصر هي شريكة أمريكا" منوهاً إلى أن "مصر سوف تستمر بتزويد حكومة الولايات المتحدة بمعلوماتها وخبراتها في القضايا الإقليمية الحرجة, كلبنان والعراق, والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي هو لبُّ القضية".
          بعد ذلك بسنة قام السفير الأمريكي بإرسال وثيقة أخرى (07CAIRO1417) إلى واشنطن وصف بها مصر "بالدكتاتورية والمعاناة من هوس الشك والاضطهاد", منوهاَ إلى الضغوطات الصعبة على المحللين السياسيين للتنبؤ بالمستقبل "فتوريث الرئاسة هو الحدث الأكبر والاهم بالنسبة للسياسة المصرية" - كتب السفير الأمريكي ريتشاردون- , مشككاً في احتمال توريث السلطة لجمال مبارك بسبب فشله في إكمال خدمته العسكرية. وأشار السفير مرة أخرى إلى عمر سليمان بأنه المرجح لخلافة حسني مبارك لولائه له.
          "خلال السنتين السابقتين, خرج عمر سليمان من العتمة, وسمح لنفسه بأن تؤخذ له صور فوتوغرافية, وأن تنشر لقاءاته مع زعماء أجانب. كما أن معظم مصادرنا تعتقد - بسبب خلفية عمر سليمان العسكرية - أنه على الأقل يجب أن يلعب دوراً في أي سيناريو لتوريث جمال السلطة, كأن يكون شخصية انتقالية".  كتب السفير الأمريكي ريتشاردون.
على أيه حال, أشارت الوثيقة إلى أن "هنالك شخص يدَّعي بأنه صديق خاص لسليمان قال لنا بأن عمر سليمان يكره بشدة  فكرة أن يكون جمال رئيسا لمصر".
          إن أحد الأسباب التي جعلت واشنطن متحمسة لدعم عمر سليمان هو معارضته للإخوان المسلمين. كلايتون سويشر لخص لقاءً له مع عمر سليمان في عام 2005 "إن كلماته عديمة الحس والفظه, جعلتني أسقط قطعه البسكويت. يفي بالغرض أن أقول بأنه لديه رأي مخالف للإسلام في الحياة السياسية".
          أخيرا, استنتج كلايتون سويشر "بأن توظيف الرئيس حسني مبارك لعمر سليمان عبارة عن طريقة لإرسال الوعود والضمانات لإسرائيل والكونغرس الأمريكي اليقظ والمحترس, وهي أيضا رسالة تقول الكلمات التي لا يمكن قولها للأحزاب المصرية الإسلامية - التي لا يهتمون برأيها إطلاقاً -. بالإضافة إلى أنه كان هنالك تساؤل في عقلي عن السبب الذي جعل حماس تنظر إلى عمر سليمان على أنه وسيط مخادع وغير شريف وانه عقبة وعائق في طريق التسوية الحقيقية. إلا أني تأكدت, بأن ذلك هو ما قصدته مصر بإرساله للوساطة, لكي يخادع ويكون عائق للتسوية". 

ملاحظة: لعرض الوثائق انقر على اسم الوثيقة وسيتم نقلك اليها